yp12-11-2014-60047
ضمن انتشارهم في عموم مدينة صنعاء ، انتشر مسلحو الحوثي في حرم جامعة صنعاء ومحيطها تحت مسمى “اللجان الشعبية” وبحجة حماية الجامعة ، وأدت سيطرة مسلحي الجماعة وحضورهم داخل الجامعة إلى العديد من التجاوزات من قبل المسلحين بحق الطلبة ذكورا وإناثا.

تنوعت تلك التجاوزات بين التوقيف التعسفي لبض الطلاب عدة ساعات ، وإجبار بعضهم على توقيع التزامات معينة تحت الضغط والإكراه ، إضافة إلى مضايقات بحجج أخلاقية متعلقة بما تراه لجان الحوثي مخالفة للفضيلة والآداب ، ووصل الأمر إلى حد تهديد طالبة ( ترتدي بنطالا وقميصا دون العباءة السوداء التي تلبسها اليمنيات عادة) بزعم أن لباسها غير محتشم.

هذا الحضور المليشاوي داخل الجامعة سعى إلى ممارسة دور حارس الفضيلة الذي كثيرا ما لعبته الجماعات السلفية في العديد من الجامعات اليمنية في مرحلة من المراحل ، وهو أيضا نفس ما فعله أفراد “الفرقة الأولى مدرع ” التي كان يقودها اللواء علي محسن وسيطرت على الجامعة إبان الثورة عام 2011 .

الخصومة بين اللواء محسن والحوثيين لم تمنع من تشابه الاثنين على صعيد الممارسة وخاصة فيما يتعلق بحقوق الناس المدنية ، فخرج طلاب جامعة صنعاء ضد تواجد مسلحي جماعة الحوثي كما خرجوا من قبل ضد تواجد جنود اللواء علي محسن ، استمرت احتجاجات الطلاب وفي نهاية المطاف لم يجد الحوثيون حلا غير الانسحاب من الجامعة ، حيث ظهر مسلحوها أمام حشد من الطلاب المحتجين ووضعوا السلاح على الارض معلنين إخلاء الجامعة من أي حضور مسلح لهم.

تبقى الخلاصة أن النضال والعمل السلمي لغته مسموعة أكثر مما قد نظن ، وسط دوي الرصاص الذي يملأ أيامنا ، كم نحتاج إلى تربية الغرسة الخضراء التي ينميها طلاب جامعة صنعاء بفعلهم هذا ، نبتة السلام والاحتجاج السلمي من أجل حماية حقوق الانسان وحريته التي تعلو فوق كل مزاعم الفضيلة وادعاءاتها ، احتجاجات الطالبة قالت كلمتها في وجه التسلط المتذرع بالأخلاق والآداب : حقوق الانسان أولا ، وفضيلتنا هي كرامة الانسان وحريته.