مؤلمة هي النهايات السيئة ، والمؤلم أكثر هو ادراكنا بأن سعادتنا طارئة وستختنق يوما ما بلحن حزين ، وان مساحات الاخضرار والازهار في وجداننا ستتصحر بفعل الاقدار والدنيا وتقلبات الحياة وكل الاشياء القميئة ، التعاسة المؤجلة ، كالموت المؤجل الى ميقات معلوم لمن رسمت نهايته ، لأنه ببساطة تذوق للموت ولكن على ضفة الحياة ، وكذلك هي كل الاشياء الجميلة المعلقة على سبيل الوديعة لدينا.

وجود قائم على تمايز المعنى بالقياس الى ضده ، الحب والسعادة والحياة ، هذه مفردات نبدأ بها طابورا طويلا من الكلمات التي تتلمس معناه من نقائضها كالكره والتعاسة ، اننا مجبرين على لملمة المعاني الجميلة من شاطئ الجحيم ، ليس من قدرنا ان نستخلص وجودنا من صخرة واحدة ، بل علينا ان نجوب ارجاء الوادي بدأب له طعم البداية وعند الاكتمال يحين الانطفاء .

لم يعد بوسعنا استعادة مسار خطواتنا لاجتراح المعنى كما عشناه لا كما حفظناه.